مدينة بني مــــــلال العتيقة
مدينة بني ملال لها خاصية فريدة من بين كل المدن المغربية، فالمباني فيها مشيدة فوق الكهوف، كيف تم ذلك وما حقيقة هذه الكهوف؟
مجموعة من المؤرخين والباحثين في تاريخ المغرب القديم يؤكدون أن بني ملال من أقدم الأماكن التي عمرها الإنسان في شمال أفريقيا ،ورغم أن الحفريات لم تبدأ بشكل فعلي في المدينة إلا أن انتشار الكهوف يؤكد ماسبق ذكره، إذ يتضح من خلال أشكالها ومواقعها بأنها من صنع الإنسان وليس نتيجة عوامل طبيعية، فأثر استعمال الأدوات الحديدية في عملية الحفر والثقب بادية على جدران الكهوف وواجهاتها، وتفصيلاتها وأشكالها الهندسية، فهي في مجملها تقدم لنا أنماطا فريدة من أشكال التعمير البدائي القديم بأقبيتها، وغرفها ،و أشكالها الهندسية المتميزة والفريدة التي تستحق اهتماما من طرف المؤرخين وعلماء الآثار، فلاشك أن هناك كنوز تاريخية وسط هذه الأنفاق والكهوف في حاجة إلى مستكشفين يغنون ببحوثهم تاريخ المنطقة، وجزءا من تاريخ هذا الوطن. تعد مدينة بني ملال من المدن المنسية فلو أعطيت قليلا من الاهتمام لكانت من المدن السياحية. من ضمن مآثر هذه المدينة الرائعة هناك عين أسردون والقصر... الروايات الشفوية لساكنة المدينة القديمة تؤكد أن الأجداد كانوا يستعملون هذه الكهوف للاختباء من العدو في الحرب التي كانت رحاها دائرة بين قبائل الجبل وساكنة الدير، وهي نفس الحالة التي تكررت عبر تاريخ مدينة داي قديما ،بني ملال حديثا، وصولا إلى تأسيس المدينة حديثا داخل ما كان يعرف بالسور، حيث كان السكان يعتبرون البناء خارج السور بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب خاصة في زمن ما يعرف بأيام " السيبة"، لذلك بنوا منازلهم فوق أرض موقوتة دون أن يعرفوا خريطة الكهوف التي في أسفل "القصبة ". نفس ما استخدمه الأجداد لحمايتهم من العدو، استعمله الأبناء في مقاومة المستعمر الفرنسي الذي بذل جهدا مضاعفا لمعرفة ورسم خرائط الكهوف وكشف مخابئ بعض رجال المقاومة، وهي للأسف الخرائط الوحيدة المتوفرة والتي لا تأخذ بمحمل الجد رغم حدوث جل الكوارث في النقط التي حددتها هذه الخرائط.
فلو حضيت بالقليب من الاهتمام لكانت مدينة ثرية يتوافد عليها الناس من كل أقطار العالم وذلك بجماليتها الفائقة وطبيعتها الخلابة وجبالها الشامخة وبناياتها الرائعة الخ. واليكم بعض الصور للمدينة